علوم وتكنولوجيا

اكتشاف علمي مغربي في الفيزياء الفلكية: مساهمة رائدة في فك ألغاز الكون 

حقق علماء مغاربة إنجازا علميا بارزا في مجال الفيزياء الفلكية، بمساهمتهم في اكتشاف جسيم “نيوترينو” ذو طاقة غير مسبوقة، عبر التلسكوب الدولي KM3NeT، المغمور في أعماق البحر الأبيض المتوسط. هذا الاكتشاف، الذي نشر في مجلة “نيتشر” المرموقة، يفتح آفاقًا جديدة لفهم الظواهر الكونية الأكثر غموضا، مثل الثقوب السوداء الهائلة، والمستعرات الأعظمية، وانفجارات أشعة غاما.

يعد KM3Net مشروعا بحثيا دوليا متعدد التخصصات، يتكون من شبكة كواشف مثبتة على عمق 3000 متر تحت سطح البحر، بهدف رصد النيوترينوات، وهي جسيمات أولية ذات طاقة عالية قادرة على عبور الكون دون عوائق. بفضل هذا التلسكوب العملاق، تم التقاط الإشارة KM3-230213A، التي تصل طاقتها إلى 220 مليون مليار إلكترون فولت، ما يعادل 10,000 مرة الطاقة الناتجة عن أقوى تصادم للجسيمات في مسرعات الذرات.

يضم الائتلاف المغربي في هذا المشروع مؤسسات بحثية مرموقة، منها جامعات محمد الخامس بالرباط، ومحمد الأول بوجدة، والقاضي عياض بمراكش، ومحمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، إضافة إلى المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية كعضو ملاحظ. وقد أكد البروفيسور يحيى التايلاتي، المنسق الوطني للمشروع، أن هذا الاكتشاف يعكس الدور الفاعل للباحثين المغاربة في تطوير البحث العلمي على المستوى الدولي.

من جانبه، اعتبر عبد الإله موسى، منسق المشروع بجامعة محمد الأول بوجدة، أن هذا الإنجاز يثبت قدرة الباحثين المغاربة، خصوصا الشباب، على المساهمة في المشاريع العلمية الرائدة عالميا. كما شدد على أهمية الدعم المؤسسي لتعزيز إشعاع البحث العلمي المغربي وتمكينه من تحقيق إنجازات أكبر في المستقبل.

هذا الاكتشاف لا يمثل فقط نجاحا علميًا، بل يؤكد قدرة المغرب على أن يكون فاعلا في العلوم المتقدمة، مما يفتح المجال أمام مزيد من التعاون الدولي والابتكارات في مجال الفيزياء الفلكية والجسيمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى