فيلم أوبنهايمر .. المعضلة الأخلاقية لتطور العلم نحو “تدمير العوالم”

“كنت مقتنعا تماما مع أصدقائي أننا سنموت في أبوكاليبس نووي”، هكذا يتذكر المخرج البريطاني كريستوفر نولان، حياته خلال الثمانينيات، حيث كانت الأسلحة النووية تشكل معيارا للقوة العسكرية بين المعسكرات الشرقية والغربية.
تنطلق قصة فيلم أوبنهايمر من التعريف بشخصية “أبو القنبلة النووية”، طالب باحث متطلع للعلم وإثبات نفسه بين أساتذته، فيقوده ولعه بفيزياء الكم إلى المقصلة والتي وصفت فيما بعد في سيرته الذاتية بـ “برومثيوس الأمريكي.. انتصار ومأساة ج. روبرت أوبنهايمر”، وذلك بعد نجاحه ضمان انتصار الولايات المتحدة الأمريكية في سباق التسلح النووي.
تتسلسل الأحداث في الفيلم وتنقل المشاهدين في جو يتطلب التركيز الدقيق مع الحوارات، بين قاعة محاكمة أوبنهايمر بتهمة غير معلنة بسبب علاقاته مع الحزب الشيوعية الأمريكي والفترة التي كان قد أمضاها في ألمانيا، وهناك كان قد تمكن من التعرف والبحث في الفيزياء الكمية، مرورا بالمختبرات التي شيدتها الولايات المتحدة الأمريكية في إطار ما عرف بمشروع منهاتن، للكشف عن ملامح صانع القنبلة الذرية.
حاول المخرج أن يسلط الضوء بشكل حميمي على معضلة تطوير العلوم في اتجاه تدمير العالم، وهو ما يشكله جانب من شخصية بطل الفيلم وعلاقته بعالم الرياضيات إنشتاين وأيضا من خلال موقف أوبنهايمر من تكرار تجربة القنبلة بإسقاطها على ناغازاكي سنة 1945، وذلك بعد أن نجحت في إسقاطها على هيروشيما سنة 1944.