لافروف يجدد دعم روسيا للمغرب وينتقد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء

أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن موقف بلاده تجاه النزاع حول الصحراء، مؤكدا دعم روسيا للمغرب في إيجاد حل للنزاع، مع انتقاده للاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على المنطقة، واصفا القرار بأنه “محاولة لفرض حل أحادي الجانب”.
خلال المؤتمر الصحفي الأخير استعرض فيه حصيلة الدبلوماسية الروسية لعام 2024، شدد لافروف على أن “لدى موسكو والرباط آفاقا جيدة للتعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك قضية الصحراء”، مشيرا إلى أن روسيا تسعى لدعم حل يقوم على “اتفاق متبادل بين الأطراف”.
ووصف عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات، في تصريح لجريدة هسبريس، وصف تصريحات لافروف بأنها تعكس تطورا ملحوظا في الموقف الروسي. وأوضح أن “روسيا تحاول التموقع كطرف محايد”، مشيرا إلى أن العلاقات التجارية والبحرية مع المغرب تعزز هذا التوجه.
وأضاف فتحي أن تصريحات لافروف قد تكون مؤشرا على قبول موسكو بحل سياسي يستند إلى مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب. في المقابل، يرى الفاتحي أن روسيا تستخدم قضية الصحراء كورقة ضغط في صراعها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، خصوصا في ظل انتقادها للقرار الأمريكي بالاعتراف بمغربية الصحراء، مؤكدا أن موسكو تهدف إلى الحفاظ على موقعها في أي تسوية محتملة للنزاع.
و حسب ذات المصدر أكد المحلل السياسي محمد شقير أن تصريحات لافروف تشير إلى وجود مرونة في الموقف الروسي تجاه نزاع الصحراء. وأوضح أن روسيا تنظر إلى المغرب كدولة صديقة وتسعى لدعم حل متفق عليه، لكنه أشار إلى أن موسكو قد تعيد النظر في موقفها مع تزايد الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، خصوصا من قوى كبرى مثل فرنسا.
و من جهة أضاف شقير أن التوترات بين روسيا والجزائر في ملفات إقليمية، مثل الأزمة في مالي، قد تدفع موسكو إلى تعديل موقفها تدريجيا. كما لفت إلى أن وسائل الإعلام الجزائرية سلطت الضوء بشكل مكثف على تصريحات لافروف، في محاولة لتأكيد تطابقها مع الموقف الجزائري.
تحاول روسيا، كعضو دائم في مجلس الأمن، تعزيز دورها في ملف الصحراء وسط التغيرات الجيوسياسية. ويبدو أن تصريحات لافروف تأتي في سياق محاولة موازنة علاقاتها مع المغرب والجزائر، مع الحفاظ على موقف يحمي مصالحها الاستراتيجية في مواجهة النفوذ الأمريكي المتزايد في المنطقة.
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال مطروحا حول ما إذا كانت روسيا ستتخذ خطوات ملموسة لدعم الحل السياسي للنزاع أم ستكتفي باستخدامه كورقة ضغط في علاقاتها مع القوى الدولية.