خارج الحدود

تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.. صفقة إنسانية وسط صراع مستمر

شيماء تمزيلت (صحفية متدربة)

شهدت عملية تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل اليوم تطورا لافتا، حيث أفرجت حماس عن أربيل يهود (29 عاما)، إلى جانب أغام بيرغر (19 عاما) وجادي موزيس (80 عاما)، في إطار المرحلة الثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار. إلا أن إسرائيل أرجأت إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم مقابل أربيل، لأزيد من ثلاثة ساعات، في خطوة أثارت توترا جديدا في الصفقة.

بحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، كان من المفترض أن تشمل هذه المرحلة إطلاق سراح 110 أسرى فلسطينيين، من بينهم 32 محكوما بالمؤبد و48 آخرين بأحكام طويلة المدة و30 طفلا. وكان مقررا استقبالهم في منطقة الردانة برام الله ظهر اليوم، إلا أن قرار إسرائيل بالتأجيل عرقل الإفراج عنهم في الموعد المحدد.

في المقابل، سلمت حركة حماس للوسطاء قائمة الرهائن الإسرائيليين المفرج عنهم، حيث تضمنتأربيل يهود ، التي كان من المقرر أن يفرج الاحتلال مقابلها عن 30 أسيرا فلسطينيا محكومين بالمؤبد ومدد مختلفة ، أغام بيرغر ، التي تم التفاوض على إطلاق سراحها مقابل 30 قاصرا فلسطينيا وامرأة. وجادي موزيس ، الذي تم تبادله بـ 30 أسيرا فلسطينيا، بينهم 27 محكوما بمدد متفاوتة و3 محكومين بالمؤبد.

جاء قرار إسرائيل بتأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وسط انتقادات داخلية من أوساط سياسية وأمنية إسرائيلية حول استمرار الصفقة، بينما أكدت مصادر فلسطينية أن هذه المماطلة قد تهدد استكمال الاتفاق وتعرقل تنفيذ باقي المراحل.

يعد هذا التبادل جزءا من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية وقطرية، وبدعم أمريكي، حيث تم تعليق العمليات العسكرية في غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين.

لكن مع تصاعد التوتر بسبب تأجيل إسرائيل للإفراج عن دفعة الأسرى الفلسطينيين، يواجه الاتفاق اختبارًا حاسما، وسط جهود الوسطاء لتجاوز الأزمة وضمان استمرار عمليات التبادل وفق الاتفاق الأصلي.

رغم أن الاتفاق لقي ترحيبا دوليا باعتباره خطوة نحو تخفيف الأزمة الإنسانية، فإن الخلافات حول تنفيذه قد تعرقل المرحلة المقبلة، خاصة في ظل تزايد الضغط الإسرائيلي الداخلي على الحكومة لإعادة النظر في الصفقة.

في المقابل، يتابع مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة عودتهم إلى المناطق التي دمرها القصف الإسرائيلي، وسط مخاوف من انهيار الهدنة في حال لم يتم تنفيذ التبادل وفق الجدول الزمني المتفق عليه.  فهل ستتمكن الوساطة الدولية من احتواء الخلافات وإنقاذ الاتفاق، أم أن تأجيل إسرائيل للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين سيعيد التوتر إلى الواجهة؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى