أبرز أحداث المغرب لسنة 2024: عام حافل بالإنجازات والمآسي

شيماء تمزيلت (صحفية متدربة)
شهد المغرب في سنة 2024 سلسلة من الأحداث البارزة والمتنوعة التي شملت مجالات السياسة، الثقافة، الرياضة، والإنجازات الفردية. كما عرفت السنة محطات مؤلمة وحوادث مأساوية. في هذا التقرير، نستعرض أهم اللحظات التي ميزت هذه السنة.
بدأ العام بحوادث مؤلمة، أبرزها ما وقع في 5 يونيو بمنطقة علال التازي، حيث أدى تناول خمور فاسدة إلى وفاة العديد من الأشخاص وإصابة العشرات، في واقعة تسلط الضوء على تجارة الكحول غير القانونية. في اليوم ذاته، شهدت المدينة القديمة لفاس حريقا مأساويا في قيسارية أدى إلى وفاة أربعة أشخاص.
وفي 21 نوفمبر ، تحطمت طائرة تدريب تابعة للقوات الجوية الملكية داخل القاعدة الجوية ببنسليمان بعد وقت قصير من إقلاعها، ما أسفر عن وفاة ضابط مدرب وضابط متدرب.
لكن رغم المآسي، كان العام حافلا بالإنجازات الرياضية، حيث توج المنتخب المغربي لكرة الصالات في 21 أبريل بكأس إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي، مؤكدا ريادته في هذه الرياضة.
وفي الألعاب الأولمبية الصيفية، تألق المغرب بفضل العداء سفيان البقالي الذي أحرز الميدالية الذهبية في سباق 3000 متر موانع، كما حصل منتخب المغرب تحت 23 سنة على الميدالية البرونزية في كرة القدم. وفي أكتوبر، تألق العداء يونس بنار بفوزه بماراثون موسكو، متقدماً على مواطنه المحجوب دازا، مما أكد الحضور المغربي في سباقات المسافات الطويلة.
كذلك حقق المغرب إنجازا رياضيا تاريخيا بإعلانه شريكا في تنظيم كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، في خطوة تجسد التحول الكبير الذي شهده المشهد الرياضي بالمملكة.
هذا الحدث ليس مجرد استضافة لبطولة عالمية، بل هو شهادة عالمية على المكانة المرموقة التي بات المغرب يحتلها بفضل رؤيته الطموحة واستثماراته الضخمة في البنية التحتية والمنشآت الرياضية.
فلقد أشعل هذا الإعلان شرارة الفخر الوطني بين المغاربة، ليعكس طموح المملكة في ترسيخ صورتها كوجهة رياضية عالمية وملتقى للرياضة والثقافات.
شهد المشهد الثقافي المغربي ازدهارا ملحوظا، حيث أصدرت أسماء بارزة أعمالا أدبية وفكرية أثرت المكتبة الوطنية. من بين هذه الأعمال، رواية “خط الزناتي” لشعيب حليفي، وديوان “كأني ذاهب إلى حرب” لجمال أزراغيد، وسلسلة “تاريخ المغرب لليافعين” للمؤرخ امحمد جبرون.
وفي 18 أكتوبر، حصد مغربيان جوائز كتارا للرواية العربية؛ حيث فاز ياسين كني عن روايته “ع ب ث”، بينما توج بوشعيب الساوري في فئة الدراسات النقدية. كما تألق الفيلم الأمازيغي “أيور” في مهرجان الغردقة، حيث حصد الجائزة الذهبية.
عرفت سنة 2024 رحيل شخصيات بارزة أثرت في مجالات متعددة، من بينها المقاوم والسياسي ” محمد بن سعيد أيت إيدر ” الذي وافته المنية في 6 فبراير عن عمر 98 سنة. كما فقد المغرب الفنان الكوميدي ” مصطفى الداسوكين” في 6 يوليو، والممثل ” مصطفى الزعري “في 3 دجنبر . و الممثل “محمد الخلفي” في 21 دجنبر.
و مع نهاية السنة، توجت الحكمة المغربية “بشرى كربوبي” بجائزة أفضل حكمة إفريقية لعام 2024، كما فاز الناقد “إبراهيم الكراوي” بجائزة الشارقة لنقد الشعر العربي، مما عزز مكانة المغرب على الساحة الثقافية والرياضية الدولية.
رغم كل التحديات والمآسي، كانت سنة 2024 عاما استثنائيا للمغرب، مليئا بالإنجازات التي تعكس تنوع طاقات وإمكانات هذا البلد.