خارج الحدود

هجوم ماغديبورغ: السعودية حذرت ألمانيا من المشتبه به قبل الحادث بعام

كشفت مصادر حكومية لوكالة الأنباء الفرنسية (AFP) اليوم الاثنين أن المملكة العربية السعودية طلبت سابقًا تسليم طالب جواد العبد المحسن، المشتبه في تنفيذه الهجوم على سوق عيد الميلاد في ماغديبورغ، بألمانيا، يوم الجمعة الماضي.

وأورد (AFP) نقلا عن مصد لم تذكر اسمه، انه قد “تم تقديم طلب تسليم”، مشيرًا إلى أن الرياض حذرت مرارًا وتكرارًا برلين من أن العبد المحسن “قد يكون خطيرًا”. ومع ذلك، لم يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل حول أسباب طلب التسليم أو خلفية المشتبه به.

المشتبه فيه، وهو طبيب سعودي يبلغ من العمر 50 عامًا، متهم بدهس حشود في سوق عيد الميلاد بماغديبورغ في 20 ديسمبر، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من 200 آخرين.

وأثار الحادث جدلًا حادًا حول الثغرات الأمنية وتجاهل الإشارات التحذيرية. وفقًا لمجلة “دير شبيغل”، إذ حذرت الاستخبارات السعودية نظيرتها الألمانية منذ عام عن المشتبه به. وجاء التحذير بعد نشر العبد المحسن تغريدة تهدد بأن “ألمانيا ستدفع الثمن” بسبب تعاملها مع اللاجئين السعوديين.

رغم التحذيرات، لم تتخذ السلطات الألمانية إجراءات كافية. واستمر المشتبه به في نشر رسائل مثيرة للقلق، من بينها تغريدة في غشت 2024 كتب فيها: “هل يوجد طريق للعدالة في ألمانيا دون تفجير سفارة ألمانية أو قتل مواطنين ألمان عشوائيًا؟ لقد كنت أبحث عن هذا الطريق السلمي منذ يناير 2019 ولم أجده”.

وأعلنت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، يوم الأحد، عن فتح تحقيق شامل في احتمال وجود تقصير. وقالت في بيان رسمي: “تُجرى التحقيقات الأمنية بوتيرة سريعة، ولن يتم التغاضي عن أي تفاصيل”.

وأثار الحادث جدلًا سياسيًا كبيرًا في ألمانيا، خاصة مع اقتراب الانتخابات المزمع إجراؤها في فبراير المقبل. وانتقدت شخصيات من المعارضة، بما في ذلك زعيمة اليمين المتطرف أليس فايدل، بشدة تعامل الحكومة مع القضية.

ومن المقرر أن تدلي وزيرة الداخلية ومسؤولون كبار بشهاداتهم أمام لجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان الألماني في 30 ديسمبر.

الجدير بالذكر أن المشتبه فيه سبق أن أُدين في روستوك، شمال شرق ألمانيا، عام 2013 بتهمة “الإخلال بالنظام العام” و”التهديد بارتكاب جرائم”. كما تغيب عن جلسة محاكمة في برلين قبل يوم من الهجوم، حيث كان يواجه اتهامات تتعلق بحادثة في مركز للشرطة.

أثار هذا الهجوم أسئلة جادة حول تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية الدولية، ومدى فعالية بروتوكولات تقييم التهديدات في ألمانيا. وأفادت السلطات المحلية في ماغديبورغ بأن سوق عيد الميلاد كان تحت “إجراءات أمنية مشددة”، إلا أن المهاجم تمكن من الوصول إلى المنطقة عبر مسار طوارئ كان يفتقر إلى الحواجز الخرسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى