الموجز الرياضي

مزراوي يتشبت بموقفه ويرفض ارتداء شارة المثلية وزملاؤه في مانشستر يقفون الى  جانبه

شيماء تمزيلت (صحفية متدربة)

في موقف يعكس التزامه بقيمه ومبادئه، رفض الدولي المغربي نصير مزراوي، مدافع مانشستر يونايتد، إرتداء سترة بألوان قوس قزح الداعمة لـ”المثلية” خلال الإحماء لمباراة فريقه أمام إيفرتون ضمن الجولة الثانية عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز.   رغم هذا الجدل إلا أن المباراة التي جمعت بين الفريقين مانشستر يونايتد و إيفرتون أقيمت وانتهت بفوز مانشستر يونايتد على نظيره إيفرتون ب 4 .0-

بحسب ما أورده موقع “ذا أثليتيك”، اتخذ مزراوي قراره بشكل واضح وصريح، معلناً لزملائه أنه لن يرتدي السترة لأسباب دينية تتماشى مع معتقداته الإسلامية. هذا الإعلان لم يكن عادياً، إذ دفع باقي لاعبي الفريق إلى الامتناع عن ارتداء السترات ذاتها تضامناً معه، لتجنب وضع اللاعب في موقف العزلة أو التهميش.

فبالرغم من الدعم الذي أبداه زملاؤه، أشارت تقارير إلى أن بعض الأطراف داخل مانشستر يونايتد لم تكن راضية تماماً عن موقف اللاعب. ومع ذلك، قررت إدارة النادي احترام قراره ودعمه، في خطوة تعكس مبدأ التعايش مع الاختلافات الثقافية والدينية بين اللاعبين في الدوري الإنجليزي، المعروف بتنوعه الكبير.

كما أنه لا يمكن إغفال التألق اللافت لنصير مزراوي مع مانشستر يونايتد منذ انتقاله من بايرن ميونيخ مطلع الموسم الحالي. فقد خاض 20 مباراة في مختلف البطولات، وقدم تمريرتين حاسمتين، بينما أثبت مرونته في اللعب بمراكز مختلفة داخل الملعب.

أما على الصعيد الدولي، يُعتبر مزراوي واحداً من أبرز الأسماء في المنتخب المغربي، حيث لعب 31 مباراة دولية وسجل هدفين، وكان جزءاً من الملحمة التي قدمها “أسود الأطلس” في كأس العالم الأخيرة.

رفض مزراوي ارتداء السترة قد يبدو للبعض مسألة بسيطة، لكنه يُثير أسئلة أعمق حول كيفية توازن اللاعبين بين التزاماتهم المهنية ومعتقداتهم الشخصية، خاصة في بيئة رياضية دولية تحتضن مختلف الثقافات والخلفيات. موقفه هذا لا يُنظر إليه فقط كنقطة اختلاف، بل كدليل على أهمية احترام التنوع وقبول الاختلاف في الرياضة العالمية.

مانشستر يونايتد، أحد أعظم أندية العالم، أكد مرة أخرى أنه ليس فقط نادياً رياضياً، بل مؤسسة تلتزم بقيم الاحترام والشمولية، وهو ما يُبرز قيمة مثل هذه المواقف في تعزيز التفاهم بين الثقافات.

كما أن هذه الخطوة جاءت  بعد أن نشر مزراوي تدوينة دعا فيها إلى نصرة “إخواننا المظلومين في فلسطين”، تعقيباً على الهجمات الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة، والتي أدت إلى استشهاد آلاف الفلسطينيين، غالبيتهم من النساء والأطفال.

هذه الحادثة تأتي في سياق حساس يعكس التعقيدات المحيطة بالمواقف السياسية للرياضيين في أوروبا، خاصة عند التطرق لقضية فلسطين. بينما يرى البعض في تعبير مزراوي موقفاً إنسانياً، يعتبر آخرون أن مثل هذه التصريحات قد تكون مثيرة للجدل في الأوساط الأوروبية.

مزراوي ليس اللاعب الأول الذي يواجه انتقادات أو تداعيات قانونية بسبب تعبيره عن مواقفه السياسية. القضية تسلط الضوء مجدداً على التحديات التي يواجهها الرياضيون الذين يُعبرون عن تضامنهم مع قضايا إنسانية تتجاوز حدود الرياضة، وتفتح النقاش حول حدود حرية التعبير في عالم مليء بالتباينات الثقافية والسياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى