تفكيك شبكة لاستغلال المرضى النفسيين وجمعيات تدخل على الخط

نجحت عناصر الدرك الملكي، تحت إشراف القائد الإقليمي للدرك بسرية قلعة السراغنة، في مداهمة ضيعة فلاحية بجماعة الشعراء ضواحي العطاوية، حيث تم تحرير 19 شخصا كانوا محتجزين في ظروف غير إنسانية. و هذه العملية جاءت بعد شكاية تقدمت بها عائلة أحد المحتجزين، ما دفع السلطات إلى التحرك السريع.
الضحايا، الذين يعانون من مضاعفات الإدمان واضطرابات نفسية، كانوا محتجزين في الضيعة لأكثر من سنتين. وتشير التحقيقات إلى تعرضهم للعنف والاستغلال، بما في ذلك إجبارهم على العمل في الفلاحة وأشغال أخرى. وأسفرت العملية عن توقيف شخصين يشتبه في تورطهما في هذه الممارسات، فيما تم إحالة الضحايا إلى الرعاية الطبية والنفسية اللازمة.
الحادثة التي أثارت استياء واسعا، إذ اعتبرها كثيرون تكرارا لممارسات مشابهة كانت مستفحلة في مركز بويا عمر قبل إغلاقه من قبل السلطات قبل نحو عقد.
وفي بيان استنكاري، نددت الجامعة الوطنية للصحة النفسية بالممارسات “غير الإنسانية”، مؤكدة أن هذه الانتهاكات تتنافى مع حقوق الإنسان وتكرس صورا نمطية سلبية حول المرضى النفسيين.
دعا هذا البيان إلى تعزيز الرقابة على الأنشطة المشبوهة، تفعيل آليات المساءلة، وتكثيف التوعية المجتمعية حول قضايا الصحة النفسية. كما شدد على ضرورة تكوين المهنيين لضمان معاملة إنسانية للمرضى، ودعا إلى إشراك المجتمع المدني في صياغة السياسات المرتبطة بالصحة النفسية.
كما أن القضية أثارت أيضا تساؤلات حول غياب الرقابة المحلية طوال السنوات الماضية، رغم إغلاق مركز بويا عمر. وطالب الرأي العام بفتح تحقيق شامل لتحديد مكامن الخلل وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات التي هزت وجدان المجتمع وأعادت النقاش حول كرامة وحقوق المرضى النفسيين.