المغرب يعزز مكانته كقوة إقليمية في صناعة الطيران في 2024

شهد قطاع صناعة الطيران في المغرب نموًا استثنائيًا في عام 2024، حيث ارتفعت صادرات القطاع بنسبة 17.3% لتصل إلى 21.86 مليار درهم (2.1 مليار دولار) خلال الأشهر العشرة الأولى من هذا العام، متجاوزة بذلك الرقم القياسي للعام السابق الذي بلغ 21.85 مليار درهم.
المغرب مركز إقليمي لصناعة الطيران
تمكن المغرب من ترسيخ مكانته كأكبر مصنع لمعدات وقطع غيار الطائرات على مستوى إفريقيا، واحتل المرتبة الخامسة عالميًا بين أكثر الدول ديناميكية في قطاع الطيران، وفقًا لأفاف صيدي، مديرة قطاعات الطيران والسكك الحديدية والصناعات البحرية والطاقات المتجددة بوزارة الصناعة والتجارة.
وقالت صيدي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، لقد “أصبح المغرب المصدر الرئيسي للمعدات وقطع الغيار في القارة الإفريقية بعد مرور 20 عامًا فقط على إطلاق أولى مبادراته في هذا القطاع.”
وأضافت ان “هذا الأداء المميز يعكس ليس فقط مرونة صناعة الطيران الوطنية، بل أيضًا قدرتها على مواكبة ديناميكية الأسواق العالمية.”
أرقام مميزة واستراتيجيات مستقبلية
يعمل في قطاع الطيران المغربي حاليًا نحو 21,000 عامل مهني عبر 142 شركة، مع تحقيق نسبة إدماج محلي تتجاوز 40%. وصرح وزير الصناعة، رياض مزور، في يوليو الماضي بأن المغرب يهدف إلى مضاعفة عدد العاملين في القطاع بحلول عام 2030.
إنجازات بارزة خلال 2024
تميز العام 2024، باستضافة معرض المغرب للطيران 2024، حيث شهد المعرض، الذي أقيم في مراكش، توقيع شراكات استراتيجية جديدة مع شركتي بوينغ وإيرباص.
وقد تم افتتاح مصنع سافران في الدار البيضاء، وهو مصنع لتصنيع محركات الطائرات بقيمة 300 مليون دولار، يُتوقع أن يخلق مئات الوظائف وينقل تقنيات متقدمة إلى المغرب.
توسع استثماري ودعم حكومي
إلى جانب سافران، وسعت شركات مثل بومباردييه وستيليا وإيرواسبيس استثماراتها في المغرب من خلال إنشاء مرافق جديدة وتوسيع المنشآت القائمة. تهدف هذه الاستثمارات إلى تلبية الطلب المتزايد من كبرى شركات الطيران العالمية على مكونات عالية الجودة.
ولتسهيل نمو القطاع، أنشأت الحكومة مناطق صناعية متخصصة، مثل منطقة “ميدبارك”، التي توفر بنية تحتية حديثة وأراضٍ جاهزة للاستخدام وحوافز ضريبية. كما يلعب ميناء طنجة المتوسط دورًا محوريًا في دعم عمليات التصدير.
توقعات مستقبلية مشرقة
يمثل النمو الذي تحقق في 2024 تحسنًا كبيرًا مقارنة بزيادة متواضعة بلغت 2.4% في صادرات القطاع عام 2023. ويعود هذا التوسع إلى ارتفاع الطلب العالمي وتنوع المنتجات التي تشمل قطع الغيار والمعدات الكاملة لمصنعي الطائرات الرئيسيين.
ينظر المغرب إلى المستقبل بتفاؤل، حيث يخطط لتطوير أنظمة إيكولوجية جديدة، وتنفيذ مشاريع أكثر تعقيدًا، ومواجهة تحديات التحول الرقمي وإزالة الكربون والابتكار التكنولوجي، مستفيدًا من المواهب الشابة المغربية.