اتفاقية جديدة بين المغرب وروسيا لتعزيز تنويع إمدادات الحبوب

وقّع المغرب وروسيا مذكرة تفاهم جديدة تهدف إلى مساعدة الرباط على تنويع وتعزيز مصادر إمداداتها من الحبوب، خاصة القمح اللين.

الاتفاقية وُقّعت يوم الجمعة بين عمر يعقوبي، رئيس الفيدرالية الوطنية لتجار الحبوب والقطاني، وإدوارد زيرنين، رئيس الاتحاد الروسي لمصدّري ومنتجي الحبوب، الذي يمثل 37 شركة روسية متخصصة في إنتاج وتصدير الحبوب.

وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون بين الطرفين من خلال إطلاق مشاريع تهدف إلى دعم إمدادات الحبوب إلى المغرب.

ودخلت مذكرة التفاهم حيز التنفيذ فور توقيعها، وتغطي مدة أولية تمتد لعام واحد، مع إمكانية تمديدها بموافقة الطرفين. وتنص الوثيقة الموقعة على عقد اجتماعات دورية بين ممثلي الجانبين لتقييم التقدم وتخطيط الأنشطة المستقبلية.

وتشدد المذكرة على سرية المعلومات المتعلقة بالعلاقات التجارية والممارسات العملية، بحيث لا يمكن لأي طرف الكشف عنها دون موافقة مسبقة.

وتتيح الاتفاقية لأي طرف إنهاءها بإشعار خطي يُرسل للطرف الآخر قبل 90 يوماً على الأقل.

تحديات المناخ ودوافع التنويع

يسعى المغرب بشكل متزايد إلى تنويع شراكاته مع الدول الرائدة في توريد الحبوب لمواجهة التحديات الناتجة عن أزمة المناخ. وتشمل هذه التحديات الجفاف المستمر منذ ست سنوات وارتفاع الطلب على القمح.

تعاني البلاد من نقص حاد في هطول الأمطار، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير اعتيادي، حيث تجاوزت درجات الحرارة 30 درجة مئوية خلال شهر نوفمبر. وقد أثرت هذه الظروف المناخية بشكل كبير على المحاصيل الزراعية والإنتاج المحلي للقمح.

في هذا السياق، يبحث المغرب عن بدائل لتعزيز أمنه الغذائي، بما في ذلك تأمين إمدادات خارجية مستقرة من الحبوب.

الاعتماد المتزايد على روسيا كمورد رئيسي

تشير تقارير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) إلى أن المغرب من المتوقع أن يصبح واحداً من أكبر ستة مستوردين للقمح في العالم هذا العام، مع زيادة وارداته بنسبة 19% لتصل إلى 7.5 مليون طن.

وترتبط هذه الزيادة بانخفاض الإنتاج المحلي بنسبة تُقدّر بـ40% مقارنة بالعام الماضي، مع حصاد وطني متوقع يبلغ حوالي 2.5 مليون طن، وهو أقل بكثير من المتوسط المعتاد.

في هذا الإطار، ازدادت واردات المغرب من القمح الروسي بشكل ملحوظ. ففي شهر نوفمبر الماضي فقط، استورد المغرب 222,000 طن من القمح من روسيا، مقارنة بـ119,000 طن في نفس الفترة من العام السابق.