صوت وصورة

محاضرة تحت عنوان “مثال من خلق التقليد” للدكتور محمد موهوب

أكد الدكتور محمد موهوب على أهمية اللغة العربية كوسيلة أساسية للتعبير الفلسفي، مشيرًا إلى قدرتها التاريخية على احتضان النقاشات الفكرية العميقة.

اعتبر في محاضرة له بمناسبة تظاهرة “مواعد فلسفية” التي احتضنتها جامعة القاضي عياض، أن أحد التحديات الراهنة يتمثل في استعادة دور اللغة العربية كلسان فلسفي عالمي يمكنه المنافسة في عصرنا الحالي. هذا التحدي يعكس سعيًا نحو إعادة توظيف اللغة في مجالات الفكر والنقاشات الفلسفية المعاصرة، بما يبرز دورها الحضاري.

انتقل المحاضر إلى مناقشة قضية التقليد واستمراريته في الفكر العربي الإسلامي، مسلطًا الضوء على حركة الترجمة خلال القرون الإسلامية الأولى. هذه الحركة أسهمت في إدخال الفكر اليوناني إلى السياق الإسلامي، مما خلق جدلًا حول مدى التوفيق بين العناصر المستوردة والتراث المحلي. وأبرز الدكتور مناظرة تاريخية شهيرة في القرن الرابع الهجري بين النحوي السيرافي والمنطقي متى بن يونس، حيث دافع الأول عن النحو العربي كأداة فكرية تعكس خصوصية الثقافة العربية، في مقابل دفاع الثاني عن المنطق اليوناني كمعيار عالمي للفكر.

اختتم الدكتور موهوب محاضرته بالإشارة إلى الأبعاد الإيديولوجية التي حملتها تلك المناظرات الفكرية، حيث امتزجت النقاشات العلمية بالاعتبارات الدينية والثقافية. دعا إلى تجاوز هذه الصراعات الفكرية التقليدية نحو أفق أوسع يقوم على الانفتاح الفكري والاعتراف بالتعددية الثقافية. شدد المحاضر على ضرورة تطوير أدوات فكرية حديثة مستوحاة من التراث الإسلامي، قادرة على التفاعل مع تحديات الفكر العالمي اليوم.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى