الموجز الوطني

طلاب الطب بالمغرب ينهون أطول إضراب في تاريخ المملكة بتسوية رسمية

بعد 11 شهرًا من الإضرابات والمقاطعات المكثفة، يستعد طلاب كليات الطب والصيدلة بالمغرب، للعودة إلى دراستهم بعد التوصل لتسوية رسمية، بين اللجنة الوطنية لطلبة الطب في المغرب (CNEM) ووزارتا التعليم العالي والصحة، أنهت أطول إضراب طلابي في تاريخ المملكة.

وأعلنت اللجنة تعليق إضرابها المفتوح بعد تصويت رقمي شمل طلاب كليات الطب، حيث صوت 57.8٪ من الطلاب لصالح إنهاء الإضراب. وقد شهدت عملية التصويت مشاركة واسعة تجاوزت 90٪ من الطلاب، مما يعكس اهتمام الجسم الطلابي بحل الأزمة.

وبدأت الأزمة في دجنبر 2023، عندما أثار طلاب الطب في المغرب قضايا تتعلق بجودة وتوفر التدريب السريري، وطالبوا بتحسينات في التدريب، وتوزيع أكثر عدالة للتدريب الداخلي، وتوضيح مسارات التخصصات بعد التخرج، إلى جانب مطالب أخرى.

ومع تعثر المفاوضات على مدى الشهور، نظم الطلاب احتجاجات مستمرة، واجهوا خلالها التوقيفات والفصل من الدراسة، وحتى الاعتقال. وقد حظيت حركتهم بدعم من عدة شرائح من المجتمع المغربي، بما في ذلك الأساتذة والنقابات ومنظمات حقوق الإنسان.

;في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، شكرت اللجنة الوطنية للطلبة وسيط المملكة لدوره في الوساطة بين الطرفين. وعلقت اللجنة: “اليوم، وبعد 11 شهرًا من النضال، نعود إلى جامعاتنا بكرامة، ملتزمين بالنجاح الأكاديمي والمساهمة في تحسين النظام الصحي في المغرب.”

وأكد البيان الرسمي الصادر عن مكتب وسيط المملكة أن الحل جاء نتيجة مفاوضات واسعة شارك فيها ممثلو الحكومة وعمداء الجامعات وأعضاء الهيئة التعليمية ومجموعات من المجتمع المدني. وشدد الوسيط على أهمية “الثقة والاحترام المتبادل” لتيسير الحوار البناء وصياغة حل يلبي المتطلبات الدستورية والعملية.

;تشمل الجوانب الرئيسية للتسوية تعزيز الدعم للتدريب السريري، وتوفير المزيد من فرص التدريب، والتزام الجهات المعنية بمعالجة مظالم الطلاب التي أشعلت شرارة الاحتجاجات. كما تعهدت وزارتا التعليم العالي والصحة بتحسين جودة التعليم الطبي والتدريب السريري في المؤسسات العامة، لضمان تأهيل الطلاب بشكل جيد لتلبية احتياجات المواطنين الصحية.

;أعرب الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية عن تفاؤلهم بأن يمثل هذا الاتفاق نقطة تحول في مشهد التعليم الطبي بالمغرب. وتأمل الحكومة من خلال تلبية مطالب الطلاب الأساسية في خلق بيئة أكاديمية صحية تشجع على استمرارية الدراسة بدون انقطاع.

وأكدت اللجنة الوطنية لطلبة الطب أنه، رغم الصعوبات التي واجهها الطلاب خلال الحركة الاحتجاجية، فإنهم ما زالوا ملتزمين بالتميز الأكاديمي وتعزيز القطاع الصحي في المغرب. كما أعربوا عن تقديرهم للدعم الثابت من عائلاتهم ومعلميهم وحلفائهم العديدة عبر المجتمع المغربي الذين دعموا دعوة الطلاب للتغيير.

يشكل هذا الحل إنجازًا كبيرًا للطلاب والمؤسسات المغربية، مع أمل جميع الأطراف في أن يضمن التعاون المستمر تحسينات دائمة في جودة وتوفر التدريب الطبي في أنحاء المغرب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى