موجز الثقافة والفن

الرباط تحتضن معرضًا يعيد اكتشاف جذور الإنسان الأفريقي

"كوكب أفريقيا-رحلة أركيولوجية عبر الزمن"؛ عنوان معرض بالمكتبة الوطنية بالرباط.

المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، ينظم رفقة كل من لجنة الأركيولوجية والثقافات غير الأوروبية والمعهد الأثري الألماني، رحلة أركيولوجية عبر الزمن، من خلال معرض كوكب أفريقيا، افتُتح يوم الثلاثاء 19 نونبر المنصرم، بالمكتبة الوطنية بالرباط.

معرض لمجموعة آثار تركها لنا انسان البدايات الافريقي، بعد أن دفعته الحاجة للابتكار، قصد ضمان القوت والاستمرار، وتسهيل سبل عيشه.

مجموعة أبحاث أركيولوجية على مر عقود من الزمن، تم اعتمادها في هذا المعرض، الذي ينقسم إلى ستة وحدات مرتبطة جميعها بالانسان الافريقي، تأثيره ووجوده الراسخ في المكان رغم مرور الزمن.

وحدات ترتبط فيما ترتبط فيه مراحل تطور حياة الانسان على سطح القارة الافريقية، بداية بوحدة التنوع والغنى الطبيعي، يليها وحدة التطور البشري وأولى الخطوات الحاسمة إفريقيًا، لصنع مهد البشرية. وحدة المعرفة الديناميكية والتقنيات المرنة المتطورة باستمرار، وحدة الرموز والصور كتمثيل بصري للمعرفة، والفن والكتابة كوسائل لنقل المعرفة. ثم وحدة الأركيولوجيا الإفريقية اليوم علم في تطور مستمر.

تضم أفريقيا ​​نحو 45 ألف نوع من النباتات، بما في ذلك 3500 نوع من الأشجار وحدها. ويستخدم عدد لا يحصى منها في الأمس كما في الحاضر في الطب أو توفير مكونات مهمة في التغذية. إذ تحتوي الفاكهة والبذور والأوراق وزيت وعسل النباتات على مواد ذات أهمية في العديد من جوانب الحياة. وتشكل أوراقها علفًا مهمًا للماشية في موسم الجفاف. وهذه الاخيرة، أي الماشية أو الحيوانات بشكل عام،  تم تهجينها قديما في أفريقيا، كماشية الزيبو مثلا، في جنوب الصحراء الكبرى، وأفرز ذلك العديد من السلالات أُطلق عليها اسم ” ماشية سانجا”. وتضم أفريقيا أكبر عدد من الثدييات البرية.

في البر وفي باطن الأرض يفكر الانسان الافريقي، ليتكيف وأوضاعه  وفيما يمكن له فعله في الوقت والمكان المناسبين وفي حدود المتاح.

الطين مثلا، من خلاله تتم صناعة الخزف (منذ حوالي 10.000 سنة) وهو مادة غيّرت الحياة اليومية في أفريقيا. من خلال صقل الطين بالماء أو بمواد أخرى، ومن ثم وضعه في درجة حرارة مرتفعة، لصنع الأواني الخزفية التي استُعملت في الطهي والنقل والتخزين.

هذا التنوع الطبيعي، ارتبط به الإنسان في أفريقيا بشكل طبيعي، ونتج عن هذا الارتباط معرفة ديناميكية ثم معرفة تقنية، خاصة مع بناء المعسكرات والمساكن، حيث أصبح الحفاظ على هذه المعرفة ونقلها عبر المكان والزمان، يستلزم لغة وتواصلا. هكذا تتطور في جنوب القارة الأفريقية أزيد من خمسمئة لغة “بانتو” مختلفة، انتشرت لأكثر من ألف عام، وبالتالي يعد هذا الابداع الافريقي مفتاح نجاح البشرية.

كان كل اختراع يفتح طرقا وأفكارًا جديدة، تطورت تقنيات التواصل هذه، أخذت أبعادًا سيميائية، من نقوش، رموز، ورسوم سخرية، لتصل حد بعد الكتابة كـ(الهيروغليفية المصرية وتيفيناغ الامازيغية) والفن كوسائل لنقل المعرفة. وبالتالي مهدت هذه المتغيرات على مستوى التواصل الى استغلال الموارد، في المبادلات التجارية، ليحصل مفترق في طرق التجارة العالمية.

جلّ هذه المعلومات، وأخرى،  يتضمنها معرض “كوكب أفريقيا-رحلة أركيولوجية عبر الزمن” بالتفاصيل صوت وصورة، بمدخل المكتبة الوطنية بالرباط.

وتشكل هذه المعطيات موروث تاريخي وعلمي، يشرح الوجود البشري في القارة الافريقية وتطوره عبر الزمن. لا يكف المرء على مغادرة مخيلته، حينما يسافر في تخيل حياة إنسان البدايات، انطلاقا من آثاره الموضوعة له في هذا الفضاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى