الموجز الوطني

النقل الحضري.. أزمة مراكش المتجددة

تستمر معاناة المواطنين بمراكش والنواحي من زبناء شركة النقل الحضري ألزا، مع خدمات النقل التي تزداد سوء يوما بعد يوم، أمام الآذان الصماء التي تواجه بها صرخات مستعملي النقل الحضري، من مختلف الشرائح الإجتماعية خاصة منهم الطلبة.

حافلات مهترئة انتهت صلاحياتها منذ سنوات، لا زالت تجوب شوارع مراكش، كانها تائهة عن مبتغاها، ليس لها وقت معلوم، وأدخنتها تملأ المدينة تلوثا، ضاربة بعرض الحائط وعود المسؤولين إبان احتضان المدينة قمة المناخ سنة 2016.

سواء داخل مدينة مراكش أو نواحيها فالأمر سيان، انتظار بالساعات وازدحام في محطات وقوف الحافلات،  ولا أحد يدري هل سيستطيع الوصول إلى وجهته في الوقت المحدد.

مدينة تامنصورت، واحدة من الوجهات التي تعرف حركة تنقل غير عادية من قبل المواطنين، لارتباط مصالحهم بمدينة مراكش، سواء للدراسة او العمل او حتى التطبيب، بعد فشل مختلف المشاريع التي كانت ستجعل المدينة قائمة بذاتها، لا مكانا للنوم فقط.

فلا جامعة بنيت هناك كما كان مقررا، ولا حي صناعي ظهر للوجود، ولا أنشطة اقتصادية تحيي المدينة، الأمر الذي أدى إلى ازدياد الحاجة إلى التنقل نحو مدينة مراكش.

وفي هذا الصدد أشار بلاغ الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش، إلى توصل الجمعية  “بعدة شكايات من طرف ساكنة مدينة تامنصورت، وخاصة المتدربات والمتدربين الذين يتابعون دراستهم بمعهد التكوين المهني بتامنصورت، حيث يعانون من ضعف خدمات الخط 421B والتأخير ات المتتالية للرحلات وارتفاع المدة الزمنية للرحلة مقارنة مع ما كان سابقا، مما يتسبب للطلاب في مشاكل ضبط التوقيت ويحول دون إلتزامهم بمواعيد الدراسة”.

وسجلت الجمعية استمرار  تردي خدمة النقل على مستوى المدينة وبينها وبين مدينة مراكش حيث وقفت على غياب الربط بين الأشطر عبر أي وسيلة نظامية، بعد تقسيم مسار الخط 441 لحرفين قبل ست سنوات وبالتالي عزل ملحقة الأطلس عن مقاطعة الفتح واستمرار غياب محطات للطاكسيات بالملحقتين الاداريتين والاكتفاء بمحطةعشوائية بقلب تجزئة حدائق الياسمين.

تامنصورت، في قصتها مع “ألزا” ليست إستثناء على أية حال، فقد تواصلت فعاليات جمعوية من منطقة الويدان هي الأخرى، تشتكي من معاناة الطلبة مع حافلات هذه الشركة، التي تربط المنطقة بمدينة مراكش، والتي بدونها لن يصل الطالب إلى محاضراته، والعامل إلى عمله.

يشتكي الطلبة بالويدان، من قلة عدد الحافلات في الخط الرابط بين الجماعة ومدينة مراكش، وبالإضافة إلى الحالة المزرية التي أضحت عليها هذه الحافلات، الأمر الذي يحول دون تمكن العديد منهم من الوصول في الوقت المحدد.

هذا الوضع يشكل لا محالة ضغطا كبيرا على الطلبة والآباء، ويضطر الواحد منهم لاختيار بديل إما أقل امانا او اغلى ثمنا، خاصة في أيام الإمتحانات التي يكون فيها التأخر مكلفا، قد يكلف عاما دراسيا، أو وظيفة في معمل، علما أن الوضعية الاقتصادية لأغلب الطلبة وعائلاتهم تكون متواضعة.

ويرى مراقبون، أنه في مدينة مثل مراكش، لا تكفي حافلات النقل الحضري، لسد الخصاص الواضح في هذه الخدمة، بل يجب تأهيل وسائل النقل الأخرى، والتفكير في صيغ مبتكرة لخدمة المواطن، عوض ترك المجال لتنمو فيه وسائل وظواهر تخدش صورة المدينة، مثل الدراجات الثلاثية العجلات “التريبورتور”، والنقل السري “الخطاف” باعتبارها حاضرة متقدمة تسعى لاستقطاب المزيد من السياح، وتحتضن التظاهرات العالمية، وعلى أبواب تنظيم كأس العالم,

وفي ظل صمت السلطات المحلية والجماعية، المعنية بهذا الملف، تهدر ساعات وتضيع مواعيد، في انتظار وصول الحافلة. ليبقى النقل العمومي أزمة الحاضرة المتجددة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى