المركز العالمي للتكيف: مراكش بحاجة إلى خطة إنقاذ مناخية

يحذر تقرير جديد صادر عن المركز العالمي للتكيف (GCA)، من تفاقم تأثيرات تغير المناخ على مدينة مراكش، مشيرًا إلى تحديات في إمدادات الغذاء والماء، وزيادة حالات الأمراض التنفسية، وفقدان سبل العيش بسبب الجفاف ودرجات الحرارة القصوى والفيضانات.
تستند هذه النتائج إلى تقييم سريع لمخاطر المناخ أجراه المركز، كجزء من برنامج تسريع التكيف في إفريقيا (AAAP)، حيث تم إجراء تقييمات مماثلة في مدن أخرى عبر القارة الإفريقية.
ووفقًا للتقرير، تواجه مراكش مخاطر مناخية كبيرة تتمثل في “الجفاف، ودرجات الحرارة القصوى، والفيضانات، والعواصف الرملية والترابية.” هذه المخاطر تشكل تهديدات كبيرة للمدينة وسكانها، مثل “المضاعفات الصحية، وانخفاض إنتاجية العمالة، وندرة المياه، وتراجع إنتاج الغذاء، وتدمير النظم البيئية.”
ويشير التقرير إلى أن هذه المخاطر ستزداد حدة في السنوات المقبلة، مما يزيد من هشاشة مراكش نظرًا لاعتمادها الاقتصادي الكبير على السياحة. ويضيف التقرير أن “ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والمخاطر الأخرى قد يؤدي إلى تراجع عدد الزوار، مما يهدد بفقدان سبل العيش.”
كما يسهم النمو السكاني والفوارق الاجتماعية في تفاقم الوضع، حيث يُعتبر “الشباب والنساء والمهاجرون” الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ في مراكش، وفقًا للتقرير.
ولتقوية مرونة المدينة في مواجهة التغيرات المناخية، يوصي المركز باتخاذ مجموعة من التدابير التكيفية، من بينها تطوير دليل للهندسة المعمارية والتخطيط الحضري المتكامل والمشارك، وتنفيذ مشروع تجريبي في المدينة القديمة لتعزيز الأماكن العامة، وإنشاء أكاديمية مناخية لمن يشاركون في العمل العام.
ويقترح المركز أيضًا إنشاء مرصد لتغير المناخ والصحة لفهم أفضل لتأثيرات تغير المناخ على الصحة، وتشكيل مجلس استشاري علمي لتحسين الوصول إلى بيانات تغير المناخ.
كما يدعو التقرير إلى تطوير خطة تكييف لقطاع السياحة لمعالجة فقدان سبل العيش المحتمل، بسبب التأثيرات السلبية لتغير المناخ على هذا القطاع الحيوي في مراكش.
يُعد تقييم مراكش جزءًا من مبادرة كبيرة تهدف إلى تعزيز التكيف عبر القارة الإفريقية.
وأطلق المركز العالمي للتكيف والبنك الإفريقي للتنمية، هذا البرنامج في عام 2021، ويهدف إلى تعبئة 25 مليار دولار بحلول عام 2025، لتمويل إجراءات التكيف مع المناخ، مركّزًا على أربعة محاور: الأمن الغذائي، والبنية التحتية المرنة، وريادة الأعمال للشباب، والتمويل الابتكاري.
حتى الآن، ساهم البرنامج في تشكيل استثمارات بقيمة تزيد عن 8.4 مليار دولار في التكيف، ما يُتوقع أن يعزز القدرة على الصمود، لما يقرب من 60 مليون شخص في 35 دولة إفريقية، ويخلق أكثر من 700,000 فرصة عمل.
ووفقًا للمركز، فإن كل دولار يُستثمر في هذا البرنامج، يحقق ما يعادل 100 دولار في مشاريع التكيف، مما يجعل تسريع التكيف أولوية ملحة، في ظل تزايد المخاطر المناخية من مراكش، إلى مدن أخرى عبر إفريقيا.
وتُعد تقارير مثل تقرير المركز العالمي للتكيف، بمثابة خارطة طريق للسياسات والاستثمارات اللازمة، لحماية الأرواح وسبل العيش من تأثيرات تغير المناخ التي لا يمكن تجنبها.