لامين يامال..فخر حي روكافوندا والنجم الذي تسبب في صراع دولي ثلاثي

رشيد سرحان (صحفي متدرب)
نشأ لامين يامال في ضاحية متعددة الأعراق، خارج مدينة برشلونة الإسبانية، التي تسكنها الطبقة العاملة، ولكنه استطاع أن يصبح أحد أبرز نجوم كرة القدم الإسبانية، في بطولة أوروبا 2024. ويحتفل جناح برشلونة، الذي بلغ عمره 17 عاماً أمس السبت 13 يوليو الجاري .
قصة كفاح وصمود
في حانة محلية في حي روكافوندا، كان منير النصراوي، والد لامين، يحتفل بفخر بإنجازات ابنه مرتدياً قميص إسبانيا الذي يحمل اسم نجله. يقول النصراوي في تصريح لإحدى القنوات: “ابني مثل أي طفل آخر. لقد ناضل من أجل حلمه، وأتيحت له الفرصة لتحقيقه”.
دعم المحيط الاجتماعي
تعد الحانة التي يتوسط أحد جدرانها إطار يضم قميص لامين يامال موقّعاً منه، شاهدة على الصعوبات المالية العديدة التي واجهتها الأسرة. يقول خوان كارلوس سيرانو، صاحب الحانة: “النصراوي كان يحصل على قهوته مجاناً حتى يتمكن من استخدام أمواله في رحلة بالقطار لاصطحاب ابنه للتدريب في أكاديمية برشلونة”.
نموه في ظروف صعبة
يعتبر حي روكافوندا من بين الأحياء الأدنى دخلاً في ماتارو، حيث ولد معظم سكانه خارج إقليم كاتالونيا أو إسبانيا، أما لامين يامال فقد ولد في هذا البلد، من أب مغربي وأم من غينيا الاستوائية. وانضم إلى أكاديمية برشلونة، عندما كان في السادسة من عمره، وانتقل للعيش في المدينة عندما بلغ 11 عاماً.
إنجازات رياضية استثنائية
أصبح لامين يامال، أصغر لاعب يسجل في كأس العالم أو بطولة أوروبا، بهدف رائع من مسافة بعيدة، في مباراة نصف النهائي ضد فرنسا. ورفع هذا الهدف من معنويات أهل حي روكافوندا. يقول سفيان، المولود لأبوين مغربيين: “كان الناس يخجلون من القول إنهم من هنا. الآن يقول الأشخاص الذين ليسوا حتى من روكافوندا أو ماتارو: “أنا من 304!”، وهو الرمز البريدي للحي الذي ترعرع فيه، وهذا ما يفسر احتفال النجم يامال بهذا الرقم بعد كل هذف يسجله.
رمز للتنوع والاندماج
في ملعب روكافوندا الأسفلتي، حيث اعتاد لامين يامال أن يلعب كرة القدم، يحلم الشباب من أصل مغربي وسنغالي جنسيات أخرى، بالسير على خطاه. ويمثل يامال الطريقة التي أصبحت بها إسبانيا أكثر تنوعاً عرقياً في العقود الأخيرة بسبب الهجرة. ويبرز نجاحه في لحظة سياسية مهمة وسط استخدام الأحزاب اليمينية خطاباً قوياً مناهضاً للهجرة.
صراع دولي ثلاثي
تسبب تألق لامين يامال في بطولة أوروبا، في إثارة صراع دولي ثلاثي حول ولائه الدولي. على الرغم من أن لامين يلعب حالياً لصالح منتخب إسبانيا، فإن أصوله المغربية والغينية الاستوائية جعلته هدفاً للاتحادات الكروية في كلا البلدين.
وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قد حاولت العام الماضي، تأمين خدمات يامال للعب لصالح المغرب، لكن اللاعب أبدى رغبته القوية في تمثيل إسبانيا. كما حاول اتحاد غينيا الاستوائية لكرة القدم من جانبه، الاتصال بالعائلة في العام 2021، لكن التقدم مع الاتحاد الإسباني كان عميقاً للغاية.
وعلى الرغم من أن لامين قد اختار إسبانيا، إلا أنه لا ينسى جذوره، ويظهر ذلك بوضوح من خلال الأعلام الوطنية، لكل من المغرب وغينيا الاستوائية التي يزين بها حذاءه.
مستقبل مشرق
من المقرر أن يلعبل امين يامال مساء اليوم ، المباراة النهائية ضد إنجلترا ، بعد يوم من بلوغه 17 عاماً، مما يجعله أصغر لاعب، يخوض نهائياً في بطولة أوروبا أو كأس العالم. ليضل يامال نموذجاً يحتذى به للشباب، ليس فقط في حي روكافوندا ولكن في جميع أنحاء إسبانيا والعالم، إذ يُظهر أن النجاح يمكن أن يتحقق حتى في أصعب الظروف.