الروائي بول أوستر يترجل عن صهوة الحياة إلى دار البقاء

توفي الروائي بول أوستر، أمس الثلاثاء 30 أبريل الجاري، عن عمر يناهز 77 عامًا، في منزله في بروكلين، نيويورك، متأثرا بمضاعفات ناجمة عن سرطان الرئة،
بول أوستر، مؤلف ثلاثية نيويورك، ولد في 3 فبراير 1947 في نيوارك بولاية نيوجيرسي لأبوين من أصل يهودي نمساوي. كان مفتونًا بالكتب منذ صغره وبدأ في كتابة الشعر في سن مبكرة. حصل على درجات علمية في اللغة الإنجليزية والأدب المقارن من جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، ثم انضم إلى البحرية التجارية لمدة ستة أشهر قبل أن يتبع خطى جيمس جويس في أيرلندا ويستقر في فرنسا عام 1971.
عمل أوستر كمترجم في باريس لعدة سنوات، وهناك التقى بالكاتب الأيرلندي صموئيل بيكيت الذي كان له تأثير كبير على كتاباته. بدأت مهنته في الكتابة ببطء بعد عودته إلى الولايات المتحدة، وقد نشر أوستر 34 كتابًا طوال حياته المهنية.
كان أوستر رغم أنه من أصل يهودي معارضا للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ذلك ما بدا على الأقل في رسائله المتبادلة مع الكاتب الجنوب إفريقي الحائز على جائزة نوبل سنة 2003 «جون كوتزي»، خلال الفترة من 2008 إلى 2011، والتي أصدر الشاعر المصري أحمد شافعي ترجمة لها تحت عنوان «هنا والآن»،
يقول في إحدى رسائله: «حينما أنظر في هذا الصراع الذي استمر تقريبا طوال حياتي، أجدني مؤمنًا بأنه كان ينبغي التفكير منذ وقت طويل للغاية في حلول راديكالية، ومن ثم مستعصية على المخيلة، ولقد توصلت على مدار السنين إلى أفكار مغرقة في المثالية، لكنني أعتقد أن أفضل خططي هي أحدثها، إخلاء «إسرائيل» من جميع السكان «الإسرائيليين» وإعطاؤهم ولاية وايومنج، وايومنج هائلة الحجم نادرة السكان، داعمة السلام العالمي، وبوسع الحكومة الأمريكية ببساطة أن تشتري المزارع والمراعي وتعيد توطين سكان وايومنج في ولايات أخرى لِمَ لا؟ أعظم الأخطار التي تهدد الإنسانية سوف تنتهي».