الأمم المتحدة: المغرب يحتل المرتبة الثانية كأكبر مصدر للمهاجرين في أفريقيا

أكد تقرير عن الهجرة العالمية نشرته المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، أن المغرب يعد المغرب ثاني أكبر بلد منشأ للمهاجرين في أفريقيا، بعد مصر، فيما يأتي جنوب السودان والسودان والصومال والجزائر وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا وبوركينا فاسو ومالي في قائمة البلدان العشرة الأولى في القارة.
وأوضح التقرير أن العديد من المغاربة يقيمون كمهاجرين في أوروبا ودول مجلس التعاون الخليجي. ويصنف التقرير المغرب ضمن أفضل 20 دولة مصدر للتحويلات الدولية على مستوى العالم، والتي تشير التقديرات إلى أنها تلقت أكثر من 11 مليار دولار في عام 2022، وهو ما يمثل 8٪ من ناتجها المحلي الإجمالي. وأصبحت التحويلات مصدرا هاما للنقد الأجنبي والدعم الاقتصادي للبلاد.
ويسلط تقرير المنظمة التابعة للأمم المتحدة الصادر حديثا، الضوء على اتجاهات وتطورات الهجرة الرئيسية في أفريقيا وفي جميع أنحاء العالم. ووجدت أن الغالبية العظمى من الهجرة الأفريقية تحدث داخل المنطقة نفسها.
وكشف التقرير عن أن حوالي 21 مليون أفريقي يعيشون في دولة أفريقية أخرى، حسب إحصائيات العام 2020، بعد أن كان الرقم يساوي 18 مليونًا في عام 2015. وفي الوقت نفسه، ارتفع عدد الأفارقة الذين يعيشون خارج القارة إلى أكثر من 19.5 مليونًا.
وجاء في التقرير: “على الرغم من أن بروتوكولات حرية الحركة كانت مفيدة في تمكين الأشخاص من التنقل بسهولة عبر الحدود، إلا أن الهجرة غير النظامية لا تزال تشكل تحديًا”. ويحاول العديد من المهاجرين من غرب ووسط أفريقيا القيام برحلات غير نظامية محفوفة بالمخاطر إلى أوروبا كل عام، وغالباً ما يتم تسهيل ذلك من قبل المهربين.
وأضاف التقرير انه عام 2022 وحده، تم تسجيل ما يقرب من 2800 حالة وفاة واختفاء بين المهاجرين على طول الطرق من غرب ووسط أفريقيا إلى أوروبا.
ويشير التقرير أيضًا إلى أن المغرب ودول شمال إفريقيا الأخرى تمثل نقاط عبور على طول الطريق وسط البحر الأبيض المتوسط المحفوف بالمخاطر الذي يستخدمه العديد من المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا. وأصبحت شبكات تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر راسخة في المنطقة.
ويواجه المغرب في الآونة الأخيرة آثار تغير المناخ، والتي تجلت في شكل حالات الجفاف وحرائق الغابات. وبحلول نهاية عام 2022، تسببت حرائق الغابات في نزوح 9,500 شخص في الأجزاء الشمالية من البلاد، مما أجبر الناس على الفرار من منازلهم والبحث عن الأمان في أماكن أخرى. دمرت حرائق الغابات أيضًا مساحات كبيرة من الأراضي، حيث تجاوز إجمالي مساحة الأراضي التي دمرت في عام 2022 إجمالي مساحة السنوات التسع السابقة.
علاوة على ذلك، لا يزال الصراع مصدرًا رئيسيًا للهجرة القسرية، حيث لا تزال البلدان الأفريقية مثل السودان وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال وجمهورية أفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو تشهد أعدادًا كبيرة من اللاجئين والنازحين داخليًا الفارين من العنف.
ويوضح التقرير أن الهجرة الأفريقية مدفوعة بمجموعة من العوامل المتداخلة، بدءًا من السعي وراء الفرص الاقتصادية عبر وسائل منتظمة وغير منتظمة، إلى النزوح القسري بسبب الصراعات وعدم الاستقرار وتأثيرات تغير المناخ.
وسيكون التركيز المستمر على إنشاء مسارات هجرة آمنة ومنتظمة مع معالجة الأسباب الجذرية التي تدفع الناس إلى ترك منازلهم أمرا بالغ الأهمية.