موجز الثقافة والفن

زهير بناني: البنايات التاريخية صمدت في وجه زلزال الحوز خلافا للبنايات الحديثة

سجل المهندس المدني  المغربي المتخصص في فحص البنايات التاريخية، و ممثل إكوموس المغرب، زهير بناني، أن عددا من البنايات التاريخية صمدت في وجه زلزال الحوز، بالرغم من  قدمها منذ آلاف السنين، خلافا للبنايات الحديثة المبنية بالإسمنت المسلح والتي لم تحترم شروط البناء الجيد.

وأشار بنابي في مداخلة له بمناسبة الندوة العلمية حول موضوع  “أثار زلزال الحوز على التراث الثقافي والسياحة لمدينة مراكش”، التي احتضنتها المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، أول أمس، في إطار الدورة التاسعة لملتقى المعمار الدولي، إلى أن حرفيي البناء في تلك الفترة استفادوا من علمهم الممزوج بخبرتهم ومعرفتهم بطبيعة المكان.

وفي ذات السياق قدم الخبير في التراث “شفرة الموحدين” نتاجا لخبرته في دراسته عدد من البنايات التاريخية الخالدة مثل الصوامع الثلاثة المشهورة، الكتبية، حسان، الخيرالدا، ومسجد تنمل باعتبارها نموذجا للعبقرية الموحدية في البناء والهندسة.

وشبه المتحدث تلك البنايات التي بنيت الواحدة منها بشكل مختلف عن الآخر باختلاف المكان وطبيعة المواد المستعملة، ببنية العمود الفقري المكون من فقرات تشد بعضها البعض بغضاريف مرنة مقاومة لكل هزة أو سقوط، حيث تعتمد على الصلابة الشاملة والليونة الداخلية.

وأضاف أن البناء يجب أن ينتج عن “الحاجة” المقرونة ب “الحكمة” في التخطيط أو التنفيذ، مدافعا عن استعمال المواد المحلية الطبيعية التي لا تكلف شيئا تقريبا، وتعد امتدادا للإنسان في الطبيعة، ومن تنفيذ “المعلم” الذي يستمد قوته من خبرته وأيضا من مبادئه وتربيته الأخلاقية، مما ينتج عنه حتما معمار ذو جمال أخاذ وبطابع إنساني فريد.

يوصي الخبير في مجال التراث المعماري بإحداث مرصد وطني لمواد البناء المحلية وطرق البناء التقليدية، علاوة على تطوير الابتكار في هذا المواد والتقنيات، ونقل الخبرات الموروثة في المجال الى طلبة الهندسة المعمارية، وتسجيلها تراثا لا ماديا.

وأضاف أنه حان الوقت لوضع نظام لتأمين البناء بالمواد المحلية، ومراجعة نمط التصميم الخاص بالزلازل في البنايات التي تصنف تقليدية، وتطوير حماية الآثار التاريخية بشكل وقائي.

وينظم الأسبوع الثقافي لمعمار، من طرف منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) بشراكة مع المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، تحث الرعاية السامية للملك محمد السادس، احتفالا بمراكش عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2024″، وتحت شعار “مراكش مدينة التراث والفن والثقافة”.

وكانت الندوة من تأطير كل من الدكتور عبد الغني الطيبي مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش ، والمهندس المعماري حسن سيدي حيدا، والمهندس المدني بناني زهير ، والمهندس المعماري عبد العزيز بلقزيز ، واستاذة علم الاجتماع فاطمة الزهراء أوفارة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى