فجيج .. بين التشبث بالنمط التقليدي وحداثة القانون

قدمت مجموعة المتابعة بالرباط، عدة مقترحات صاغتها “التنسيقية المحلية لحراك فجيج”، بشأن تدبير الماء الشروب في الواحة وإشكاليات أجرأة الشركة الجهوية متعددة الخدمات، أمس 22 فبراير 2024، خلال ندوة صحفية.

ومن بين المقترحات التي جاءت في التقرير لتجنب المجلس الجماعي بيع موارد المدينة للشركة، العمل على دراسة الوضع ميدانيا، والقيام بفحوصات منتظمة للشبكة للحفاظ عليها من تأثير التأكل، وتعزيز المهارات التقنية للعمال، والعمل على استبدال العدادات المعيبة بشكل دوري، حيث اعتبرت التنسيقية أن مثل هذه التدبير يمكنها أن تحافظ على الطابع المحلي التقليدي والثقافي للمجتمع الفجيجي، وكذا ضمان التدبير المستدام والعادل للموارد المائية.

وما تزال تعيش فجيج تعيش على وقع تظاهرات احتجاجية للتعبير عن موقف الساكنة الرافض لقرار المجلس الجماعي القاضي بتفويت تدبير المياه إلى الشركة الجهوية متعددة الخدمات، وذلك تشبثا بمبدأ استقلالية القرار والتدبير الحر وعلى الخصائص المحلية للواحة، حيث وفق التقرير تتخوف من تغليب منطق الربح في توجيه قرارات واستثمارات الشركة، على حساب مبدأ الخدمة العامة.

وأوضح التقرير أن قرار التفويت الذي صادق عليه أعضاء المجلس الجماعي في فاتح نونبر 2023، جاء بناء على ضغوطات لم تحترم مبدأ الديمقراطية التشاركية التي تضمن حق الساكنة في المشاركة في اتخاذ القرارات في الأمور التي تهمهم، مؤكدا على أهمية العمل من أجل إيجاد صيغة ناجعة للتوفيق بين هذه الأصالة الواحية وبين متطلبات المستجدات القانونية الرامية إلى تغيير الصيغة التدبيرية الحالية لمرافق الماء الصالح للشرب.

وكانت منظمة الأغذية الزراعية للأمم المتحدة، قد أدرجت واحة فجيج ضمن المنظومات المبتكرة للتراث الزراعي ذات الأهمية العالمية، لتنوعها البيولوجي والزراعي بفضل اعتماد الأساليب التقليدية المبتكرة في توزيع المياه الجوفية.