سعاد ومحمد بلقزيز يستعيدان وصف “مناهل الصفا” لمباني المنصور الذهبي

أصدرت الباحثة سعاد بلقزيز رفقة والدها محمد بلقزيز كتابا جديدا، قدما فيه نصا عتيقا في موضوع “مباني المنصور الذهبي لعبد العزيز الفشتالي”، الذي كان وزيرا “للقلم العالي” ومسؤولا عن المراسلات الملكية في عهد أحمد المنصور.
وكان هذا النص حسب المؤلفين غير قابل للقراءة لما يشتمل عليه من أخطاء تمس معظم تركيبه، حيث تمت ترجمته إلى كل من اللغة الفرنسية والإنجليزية.
وجرى تحقيق الكتاب وتعزيز بياناته بصور ونماذج ثلاثية الأبعاد وخرائط، وهو عمل ضخم يفتح آفاق جديدة على تاريخ المغرب، حيث يصف أحمد الفشتالي في أحد فصول الكتاب والمعنون ب”مناهل الصفا”، بدقة كبيرة ما أنجزه أحمد المنصور الذهبي من مباني ومنشآت في مراكش داخل قصر البديع، وما بناه من حصون ومعاقل بفاس وتازة وأصيلة، وكذا معاصر السكر بسوس وحاحة وشيشاوة.
الباحثة سعاد بلقزيز هي مهندسة معمارية متخصصة في التخطيط العمراني، بدأت مسيرتها المهنية بفتحها مكتبها الهندسي عام 1986، بعد مسيرة دراسة حصلت خلالها على شهادة في الهندسة المعمارية من مدرسة الفنون الجميلة في باريس. حازت، وعلى شهادة في التخطيط العمراني من جامعة فانسين، وعلى شهادة في إعداد التراب الوطني من معهد الجغرافيا التابع لجامعة السوربون بباريس.
أسند إليها تصميم إنقاذ لمدينة مراكش وآخر لمدينة تارودانت. وهي التي أنجزت تصميم إعداد لمدينة اليوسفية وآخر لمدينة آسفي.
ولتخصصها في الأنسجة التقليدية والتراث المعماري أسندت إليها العديد من مشاريع الترميم لسقاية “شراب أو شوف” وساحة سوق الغزل، بالإضافة إلى إنجاز عدة مشاريع إعادة تأهيل في إطار برنامج “مراكش المدينة الحاضرة المتجددة.
وفي مجال التأليف أصدرت سعاد بلقزيز كتاب “معجزة الماء. مراكش، مدينة بساتين مثالية”، وكتاب “خرائط مراكش. نقوش وخرائط”.
الوالد محمد بن عبد الجليل بلقزيز، ينتمي إلى حقل معرفي آخر، ما يعد مكملا لمجهودات ابنته سعاد في البحث، فهو حاصل على الإجازة في العلوم الشرعية من جامعة ابن يوسف، وعلى دبلوم في اللغة العربية من معهد الدراسات العليا بالرباط. وشهادة في الفلسفة العامة والمنطق من جامعة محمد الخامس، وبعد ذلك، قام بإعداد دكتوراه في فلسفة الروح تحت إشراف الدكتور نجيب بلدي من جامعة محمد الخامس.
وقد أصدر 35 دراسة حول مصطلحات العديد من المجالات العلمية كالطب، والطبيعة كالحيوان والنبات وموضوعات أخرى في الثقافة والحضارة الإسلامية. وعمل على تحقيق كتاب الكليات لابن رشد، وكتاب فردوس الحكمة للطبري، كما شارك في العديد من المؤتمرات والجلسات العلمية.