انتخابات مصيرية في أكثر من 40 بلد في 2024

سامي صبير:
في جو من التقلبات العنيفة التي يشهدها العالم، بعد اندلاع الحرب في جزء من أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، واحتجاجات الفلاحين في مناطق مختلفة في الإتحاد الأوروبي، والارتفاع المستمر في الأسعار، وأمام التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية في إفريقيا وآسيا، وزيادة أعداد اللاجئين يرتقب أن تهم خلال هذا العام عمليات التصويت للأسماء التي ستتصدر المشهد الدولي، أكثر من نصف سكان العالم في أكثر من 40 دولة.
في أوروبا، يرتقب أن يتوجه الناخبون البريطانيون إلى مكاتب التصويت قبل يناير 2025، حيث سيكون المرشحون أمام أحداث محورية أبرزها إضرابات السكك الحديدية التي اندلعت منذ أكثر من سنة وتستمر، بالإضافة إلى خروج الفلاحين للشوارع، ليس في بريطانيا فقط بل أيضا في بولاندا وفرنسا وألمانيا وهولاندا، احتجاجا على قرارات الحكومات التي يرون فيها مصادرة لعدد من مكتسباتهم تحت بند السياسات البيئية والضريبية الجديدة.
وإلى جانب الانتخابات الرئاسية سيشهد هذا العام في الفترة مابين السادس والتاسع من شهر يونيو اختيار أعضاء البرلمان الأوروبي، والتي يتوقع المراقبون أن ينتج عنها خلال هذه الدورة ائتلافا شعبويا يضم أعضاء من اليمين المتطرف والديمقراطيين المسيحيين والمحافظين الذين يبدو تقدمهم لتسيد المشهد في النمسا وبلجيكا والتشيك وفرنسا والمجر وإيطاليا وهولندا وبولندا وسلوفاكيا، مع احتمال تقدمهم في دول أخرى من بينها ألمانيا والبرتغال ورومانيا وإسبانيا والسويد وفنلندا وإستونيا ولاتفيا، على حساب اليسار وأحزاب الخضر.
وفي الشرق الأوروبي حيث الحرب مستعرة بين الروس والأوكرانيون، من المقرر أن تقام الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الروسية في مارس من 2024، والتي ستجري في ظل تنزيل العقوبات الغربية على روسيا، وإلى جانب الروس يأمل الأتراك في انتعاش الإقتصاد وتجاوز كارثة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 47 ألف شخص، ومن المقرر أن تنطلق في نهاية شهر مارس القادم الانتخابات البلدية بمنافسة بين التحالف الحاكم بقيادة العدالة والتنمية، و34 حزبا.
ونحو جنوب القارة الأسيوية، توجد الهند التي من المقرر أن تنظم في شهر ماي القادم، الإنتخابات الأضخم في العالم من حيث عدد المواطنين المعنيين، والذين يقدر مجموعهم بأكثر من 800 مليون هندي.
أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فعودة الرئيس السابق دونالد ترامب، للسباق الانتخابي وفوزه بالانتخابات الحزبية التمهيدية في ولاية أيوا، وولاية نيوهامبشر، لانتزاع بطاقة الترشح للانتخابات الرئاسية، تشكل أبرز النقاط المحورية في الانتخابات المقرر إجراؤها في نونبر هذا العام.
وفي شمال إفريقيا تستعد الجزائر لانتخاب الرئيس 12 في تاريخها، وسط ترقب ما إن كان الرئيس الحالي، عبد المجيد تبون، سوف يعلن ترشحه لولاية ثانية رغم أنه سبق وصرح خلال لقاء صحفي عدم نيته فعل ذلك، وإلى جانب الجزائر من المرتقب أن تشهد تونس هي الأخرى خلال هذه السنة إجراء الإنتخابات الرئاسية.