صوت وصورةموجز الثقافة والفن

فريدة بوعزاوي: الجرأة ليست هي الوقاحة والدعم يولد الكسل لدى المسرحيين

بدأت الفنانة فريدة بوعزاوي مسيرتها الفنية من دار الشباب، لكن البداية الحقيقية كانت في الجامعة حيث كانت تشارك في ورشات المسرح الجامعي، قبل أن تتوقف عن دراسة القانون والالتحاق بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، لتحترف التمثيل إلى جانب الفن التشكيلي.

وتعتبر الفنانة فريدة التكوين الأكاديمي أقصر طريق نحو الإحتراف، مشيرة في السياق ذاته أن التكوين يمكن أن يكون عصاميا أيضا، دون الولوج إلى المعهد.

فريدة بوعزاوي كان لها دور مميز في مسلسل “إيلا ضاق الحال” الذي يعرض على القناة الأولى المغربية، وهو أول عمل لها مع المخرج “مراد الخوضي”، واعتبرت فريد في حوارها مع “موجز 24″، أن الدور الذي تشخصه جديد ومتفرد في مسيرتها، لأنه دور “مركب يتطلب نفسا عميقا واداء عاليا” معبرة عن سعادتها بتلقي دعوة لتشخيص دور بهذه الصعوبة.

وتعتبر فريدة نفسها فنانة مسرحية بالأساس، وهي التي شاركت في العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية، كالبرتقالة المرة، مسلسل الغريب، وفيلم البايرة، وغيرها، إلى جانب العديد من الأعمال المسرحية، منها ما أثارت جدلا في الساحة الفنية المغربية كمسرحية “ديالي”، بالإضافة إلى معارض في الفن التشكيلي.

وأكدت فريدة بوعزاوي أن حضورها في المسرح يبقى طاغيا على مشاركاتها في التلفزيون والسينما، إذ تجد شغفها الإبداعي فوق الخشبة ، مستطردة في السياق ذاته: “بالنسبة لي المسرح لن يتقادم ولن يعوضه التلفزيون أو السينما، بل سيبقى حيا”.

وترى فريدة بوعزاوي أن الدراما المغربية عرفت قفزة نوعية على مستوى الكم و الكيف، فبعد أن كانت الأعمال التلفزيونية قليلة جدا وحلقاتها لا تتجاوز أصابع اليد، أصبحت لدينا اعمال فنية ممتازة، ونفس عميق في الكتابة كما أن مستوى الممثلين قد تحسن بشكل كبير، بالإضافة إلى استفادة عدد من المخرجين من تكوينات عالية.

غير أن فريدة بوعزاوي تتحفظ بشأن المقارنة بين الدراما المغربية ونظيرتها المصرية على سبيل المثال، التي لها تاريخ طويل، وترى ان مقارنة الدراما المغربية بما كانت عليه قبل 15 سنة فيمكن القول أنها شهدت تطورا كبيرا.

يعيش المسرح المغربي صعوبات كبيرة، اهمها حسب الفنانة فريدة بوعزاوي تأخر تنزيل قانون الفنان، وترى أنه يجب الاشتغال على استراتيجية حكومية حقيقية من أجل ترسيخ الفن كسلوك يومي ثقافي لدى المواطن المغربي، وذلك من خلال تعزيز وعي الجمهور وتشجيعه على ارتياد المسرح، ومتابعة الأعمال الفنية، بالإضافة إلى ضرورة تجويد الأعمال المسرحية.

وعن الدعم ترى فريدة بوعزاوي ان “المشكل ليس في الدعم بحد ذاته بل في الطريقة التي يوزع بها الدعم”، مضيفة أنه “بهذه الطريقة الحالية سيولد الكسل لدى المسرحيين كما أن الدعم لا يشمل الجميع”، داعية إلى صياغته بطريقة أخرى.

لا يمكن الحديث عن الفن بدون جرأة، تقول  فريدة مستدركة أن الجرأة ليست هي الوقاحة لأنه هناك فرقا كبيرا بينهما، معتبرة التمثيل بحد ذاته جرأة،  من خلال الأدوار التي تمثلها، وأضافت قائلة “وحتى الفن التشكيلي يحتاج الكثير من الجرأة، كذلك في السينما وباقي الفنون الأخرى لأنه كلما حضر الجسد تحضر الجرأة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى